يمكن أن يعاني أحد الطرفين من أن شريكه كاذب وبعد إعطائه العديد من الفرص، يستغل كل الفرص ويظل يكذب طوال العلاقة وممكن أن تنتهي العلاقة نتيجة ذلك، وهنا يمكننا أن نطرح سؤالًا: كيف أعرف أن الشخص سيتغير؟ وهل ذهابه لتلقي المساعدة يعني عدم تكرار الكذب مرة أخرى؟
ليس كل من يذهب لتلقي المساعدة يكون جادًا في التغيير، ففي كثير من الأحيان يكون الشخص قد استنفد كل الطرق الأخرى مع الشريك ويريد فتح باب جديد للأمل يسمح باستمرار العلاقة، فيعلن عن رغبته في التغيير وتلقي المساعدة، وهنا يشعر الطرف الآخر بأن المشكلة انتهت لمجرد ذهابه لتلقي المساعدة.
الوضع أشبه بالذهاب إلى طبيب التخسيس. هل مجرد ذهابك إلى الطبيب يعني أنك ستفقد وزنك؟ بالطبع لا، طالما لا تلتزم بالتعليمات ولا تبذل جهدًا لن يحدث أي تغيير.
سنعرض فيما يلي قواعد لتجاوز كذب الطرف الآخر وهي كالتالي:
اولا : لا تمنح/ي الكذب فرصًا عديدة:
- يجب فهم هذه القاعدة الأولى جيدًا، وهي أن الذهاب إلى جلسات العلاج النفسي لا معنى لها، بدون تحقيق نتائج التغيير المرغوبة.
- لا تمنح/ي العلاقة المؤذية المليئة بالأكاذيب فرصًا أخرى بدون ملامسة رغبة في التغيير وتقييم النتائج، وإذا أبلغك الشريك بأنه سيذهب للعلاج شجعه/شجعيه وانتظر/ي التغيير، لكن لا تتوقع/ي أن الذهاب وحده يعني الشفاء.
ثانيا : اعتراف أم اكتشاف؟
- هناك قاعدة ثانية: وهي من الذي كَشَف الكذب؟
- هل شريكك هو من صارحك بكذبته؟ أم أنك اكتشفت ذلك؟ أم أن أحدًا وشى به؟
- هذه القاعدة مهمة، فاعتراف الشخص نفسه بكذبه يعكس استبصارًا بما يحدث داخله، ونية للتغيير في معظم الأوقات.
- بمعنى أن يأتي إليك ليتحدث بشأن كذبته قبل أن تكتشف/ي أنت أنها كانت كذبة، ويعترف أنه فعل ذلك ويناقش معك دوافعه للكذب.
- الاعتراف بالكذب؛ هذا يعني أنه من صارحك، أي لديه النية للتغيير، ولست أنت من اكتشف الكذب.
ثالثا : عمومية الكذب:
- تكمن القاعدة الثالثة في عمومية الكذب في بقية مجالات حياته/ا، الشخص الكاذب يستخدم هذا الخداع في كل العلاقات.
- إذا كنت تجلس/ين مع هذا الشريك/ة ستجده يكذب في مواقف أخرى مع أشخاص آخرين، ويفعل ذلك بدون أدنى إحساس بالذنب، وقد يصبغ المسألة بصبغة مهارية، كأن يعتبر ذلك شطارة ونجاحًا في العلاقات.
- ملاحظة سلوك شريكك مع الآخرين أمر مهم، ويكشف لك زيف العبارة التقليدية "المهم هو معايا إزاي"، التي تصير بلا معنى على الإطلاق.
رابعا : تكرار الكذب:
- تكمن القاعدة الرابعة في مدى تكرار الكذب وتوازيه مع الفرص التي منحتها للعلاقة.
- ثق/ي أن الكذب مؤذٍ ومسمم للعلاقة.
- إذا اكتشفت أن الشريك/ة دائم الكذب وسبق ومنحته بضعة فرص، ألا تكرر/ي الأمر لأنك ستحصل/ين على نفس النتائج.
خامسا : أسباب الكذب:
- القاعدة الأخيرة هنا هي محاولة تفهم نوعية الكذب الذي يحدث، وذلك على الرغم من أننا سبق وقلنا إن الكذب كله واحد ونتائجه واحدة.
- لكن ما الذي يدفع هذا الشخص للكذب؛ هل هو عدم القدرة على المواجهة وإبداء الاختلاف معك؟ أم التهرب من المسؤوليات أم التلاعب؟
- إن النوع الأكثر شيوعًا لدى السيدات هو عدم القدرة على المواجهة، إذ تجد الشريكة قد اتفقت مع شريكها على أمر وأُرغمت على الموافقة عليه حتى لا تخسر العلاقة، وهي غير مقتنعة بهذا الأمر، وبدلًا من التفاوض، تكذب في كل مرة تنتهك فيها ما اتفقا عليه.
- وفي الحقيقة هذا النوع مؤذٍ على المدى الطويل، لأنه يشعرها بالذنب ويؤدي إلى تدني صورتها عن ذاتها، وينمي شعورًا دائمًا بالغضب ينتظر الانفجار ليدمر العلاقة في الكثير من الأوقات.
أخيرًا قد يراودنا سؤال: هل المجاملات والمبالغات بين الشركاء تندرج تحت بند الكذب؟